البحار مندي Admin
عدد المساهمات : 422 تاريخ التسجيل : 26/10/2009 العمر : 46
| موضوع: قوامة الرجل على المرأة ليست مطلقة، مشروطة بحسن الخلق الثلاثاء أكتوبر 27, 2009 1:28 pm | |
| أحد الموضوعات الرئيسية في الحديث عن علاقة الرجل والمرأة في القرآن الكريم موضوع القوامة، وعن القوامة يقول تعالى: "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان علياً كبيراً"(النساء 34)، ونجد أن الآية بدأت بذكر الرجال والنساء بشكل عام، وعند الحديث عن دور المرأة تم ذكر المرأة الصالحة وتحديد صفتين لها هما أنها من القانتات، وأنها من الحافظات للغيب بما حفظ الله، وليست هي وحدها بل الرجل الصالح عليه أن يحفظ خصوصيات زوجته وبيته كما أنه لا يجوز للزوج أن يتعرض للزوجة الصالحة القانتة الحافظة للغيب بأي نوع من أنواع التعدي، وعدم توافر إحدى الصفتين ينتج عنه النشوز من المرأة. والنشوز يمكن فهمه على أنه حالة اضطراب بين الزوجين، لذلك فعندما يحدث النشوز يتم اتخاذ مجموعة من الإجراءات تبدأ بالموعظة، ثم بالهجر في المضاجع، ثم الإجراء الثالث وهو "واضربوهن"، ولا يتم فهم الضرب هنا بمعناه المادي فقط في الإيذاء البدني ولكن يتم فهم المعنى من سياق الآية وفهم معنى اللفظ من وروده في الآيات الأخرى … وقد ورد لفظ "ضرب" ومشتقاته في القرآن الكريم 50 مرة كان أكثرها لا يعني معنى الإيذاء، مثل استعمال لفظ "ضرب" في التشبيه بالأمثال والسعي في الأرض وغيرها. وعندما يذكر القرآن الكريم الضرب المادي كمثال على الوجه يستعمل الفعل "صك" كقوله تعالى: "فصكت وجهها"(من الآية 29 من سورة الذاريات) … وعندما ضرب النبي موسى – عليه السلام – الرجل، استعمل القرآن الفعل "وكز" كما في قوله تعالى: "فوكزه موسى"(القصص 15) ولم يقل "فضربه"، وهنا نفهم معنى "واضربوهن" أي عندما لا تفيد الموعظة والهجر في المضاجع فيأتي الإجراء المتمثل في اتخاذ موقف حازم علني من الرجل تجاه المرأة ولم يتم اقتراح إجراء الطلاق لأن الغاية هي الصلح وليس التفريق. تبقى ملاحظة هي أن هجر المضاجع لن يكون مؤثرا إلا في حالة الزوجة الواحدة فقط لاشتراكهما المستمر في الفراش، والهجر يعني إعطاء الفرصة في التفكير فيما آلت إليه الأمور بين الزوجين، أما عن الطاعة "أطعنكم" فهي ليست أمرا للمرأة وإنما هي جملة اشتراطية تعني أن الطاعة من جانب الزوجة بشرط عدم البغي عليها أو ظلمها من جانب الزوج، والطاعة لا تعني الاستعباد لأن الزوجين شريكان في الاحترام وبينهما مودة ورحمة. وأخيرا عن التفضيل نجد أن بعض آيات القرآن الكريم ورد فيها أن الله سبحانه وتعالى فضل بعض الناس على بعض مثل تفضيل بعض الرسل على بعض … يقول تعالى: "تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجـات"(من الآية 253 من سورة البقرة)، ولم يذكر لنا القرآن من هم الرسل الذين تم تفضيل بعضهم على بعض بل ذكر أنه لا يوجد أي تمييز بينهم بالنسبة لنا، كما في قوله تعالى: "آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله"(من الآية 285 من سورة البقرة)، كما نلاحظ أن الدرجة والفضل هما مسئولية وبمثابة اختبار للفرد الذي يمنحه الله الدرجة أو الفضل، وعليه لا يملك الأفراد أن يمنحوا لأنفسهم الفضل بل هم في حالة تلقي لهذا الفضل من الله جل جلاله. | |
|
تونس بن حسن
عدد المساهمات : 28 تاريخ التسجيل : 09/11/2012 العمر : 35 الموقع : مقبرة الاشباح
| موضوع: رد: قوامة الرجل على المرأة ليست مطلقة، مشروطة بحسن الخلق الثلاثاء ديسمبر 04, 2012 10:54 am | |
| شكرا ليك اخي الكريم مندي البحار على موضوع الرائعة وربي يعطيك الف عافية | |
|